وهذه العقبة لا يكاد يسلم منها احد ، ولو نجا منها احد لنجا منها رسل الله وانبياؤه واكرم الخلق عليه ، فالشيطان يعمل على تسليط جنده من الانس والجن على عباد الله بانواع الاذى باليد واللسان والقلب على حسـب مراتبهم في الخير ، فكلما علت مرتبة بالعبد في الخير كلما زاد في ايذائه والتسليط عليه . ولكن العبد اذا اراد الله به خيرا جعله صابرا محتسبا ، مراغما لعدو الله عز وجل مغيظا له ، مقبلا على طاعة ربه ، مدبرا عن معصيته ، مستعدا لمواجهة عدوه ، وهذه من اعظم العبودية عند الله عز وجل . قال تعالى : ( ذلك بانهم لايصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولايطئون موطئا يغيظ الكفار ولاينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح ، ان الله لايضيع اجر المحسنين ) " التوبة : 12. " . حــاســــب نفســـك اخي المسلم : الى ما سلف منك من الاساءة ، واعلم انك على خطر عظيم ، وحاسب نفسك هل تمكن الشيطان منك في عقبة الكفر ؟ ام في عقبة الشرك ؟ ام في عقبة الفسوق ، ام في عقبة العصيان ؟ ام في عقبة الارجاء ؟ في عقبة الجبر . فاذا اصطادك الشيطان في عقبة من هذه العقبات ، فاعلم انك مشرف على الهلاك ان لم تحاسب نفسك وتستدرك ما فرط منك ، قال تعالى : ( ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه فاعرض عنها ونسي ماقدمت يداه ) " الكهف : 57 " . فشمر ـ اخي ، عن ساعد الجد ، والق عنك غبار النوم والكسل ، واستدرك مافاتك بالعلم والعمل ، وتخلص من رق الجناية بالتوبة والندم والاستغفار ، والعزيمة الصادقة على التخلص من هذه العقبات واحدة واحدة ، حتى لا يبقى امام الشيطان الا عقبة تسليط اعدائه عليك ، وهذه لن تنجو منها الا بالصبر واليقين ، والاستعانة بالله عز وجل ومجاهدة عدوه ، وعند ذلك تكون اهلا للمراتب العالية والدرجات الرفيعة في الجنة . قال تعالى : (ان المتقين في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) " القمر : 54 ، 55 " . إعداد : القسم العلمي بدار الوطن
|